responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 196
واظهار محبتك ومودتك قاصدين انحرافك وميلك الى ما تهواه أنفسهم فَإِنْ تَوَلَّوْا واعرضوا عنك وعن حكمك بواسطة ثبات قدمك على جادة العدالة فَاعْلَمْ ايها الداعي للخلق الى الحق بالحق أَنَّما يُرِيدُ اللَّهُ المدبر الحكيم ويتعلق مشيته أَنْ يُصِيبَهُمْ ويأخذهم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وهو التولي والاعراض عنك وعن حكمك لأنهم قد خرجوا بالإعراض عن حكمك عن جميع احكام الله وحدوده وَلا تتعجب من خروجهم هذا بل إِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ الناسين للعهود الاصلية الناقضين للمواثيق الفطرية لَفاسِقُونَ خارجون عن مقتضى الاحكام الإلهية وحكمه المكنونة فيها بمتابعة الاهوية الباطلة
أَتعرضون وتنصرفون عن حكمك فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ الناشئة من الآراء الفاسدة والأهواء الكاسدة الزائغة الحاصلة من تمويهات عقولهم القاصرة واوهامهم الباطلة كاحكام متفقهة هذا العصر خذلهم الله يَبْغُونَ ويطلبون منك يا أكمل الرسل ويعتقدون ان الحسن والحق هو ما هم عليه من تلقاء أنفسهم وَبالجملة مَنْ أَحْسَنُ واسد واحكم مِنَ اللَّهِ المتفرد بذاته المطلع على سرائر عموم الأمور وحكمها حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ توحيده وتفريده حتى يعاد اليه ويرجع نحوه في الوقائع والخطوب
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مقتضى ايمانكم انه لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ توالونهم وتصاحبونهم مثل موالاة المؤمنين ولا تعتمدوا ولا تثقوا بمحبتهم ومودتهم إذ هم في أنفسهم بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ متظاهرون متعاونون ينتهزون الفرصة لمقتكم وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ ويعتمد عليهم مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ومن زمرتهم وعدادهم عند الله إِنَّ اللَّهَ المطلع لضمائر عباده لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ المتجاوزين عن مقتضى الأوامر والنواهي الواردة من لدنه فكيف لا يكون المتوالون معهم منهم ومن زمرتهم
فَتَرَى ايها الرائي القوم الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ اى كفر ونفاق يُسارِعُونَ ويبادرون فِيهِمْ في مودتهم ومواخاتهم بحيث يَقُولُونَ معتذرين لكم نفاقا ومداهنة نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ من دوائر الزمان كان الأمر منها لهم والدولة تتوجه نحوهم فنداريهم ونواليهم مداراة معهم خوفا منها فَعَسَى اللَّهُ المنعم المتفضل أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ والظفر على رسوله ليظهر دينه على الأديان كلها أَوْ أَمْرٍ عظيم نازل فيه مِنْ عِنْدِهِ يكفى مؤنة كفرهم ونفاقهم فَيُصْبِحُوا ويصيروا سيما أولئك المنافقون الموالون عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ من بغض رسول الله وانكار رسالته وتكذيب كتابه نادِمِينَ خائبين خاسرين
وَحينئذ يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا وأخلصوا في ايمانهم بعضهم لبعض مستهزئين لأولئك المنافقين أَهؤُلاءِ المفسدون المنافقون الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ المنزه عن سمات النقص مطلقا جَهْدَ أَيْمانِهِمْ اى أغلظها وأوكدها إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ مؤمنين بنبيكم مظاهرين لكم في إعلاء كلمة الحق وانتشار الدين القويم كيف حَبِطَتْ واضمحلت أَعْمالُهُمْ وضاعت الى حيث لا تفيدهم أصلا فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ خسرانا عظيما مبينا في الدنيا والآخرة
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تحزنوا بصنيع مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ بعد عرض الايمان وقبول الإسلام ولا تبالوا بشأنهم هذا فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ المولى لأمور عباده المؤيد إياهم بنصره حسب لطفه وفضله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ الله في حضرة علمه ويوفقهم على الايمان حسب ما كتب لهم في لوح قضائه ويوصلهم الى مرتبة اليقين والعرفان وَيُحِبُّونَهُ ايضا حسب استعداداتهم وقابلياتهم الفطرية الجبلية الى حيث قد بذلوا مهجهم في سبيله طوعا ورضا إعلاء لكلمة توحيده ونصرا لدينه القويم

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست